-في مرحلة ما قُدِرَ لسورية أن تبدأ أول مشوار للصناعة التحويلية الحديثة المعتمدة على خطوط الإنتاج الآلية على مستوى الوطن العربي، عندما قام مجموعة من المستحدثين المبادرين الوطنيين بإنشاء (معمل إسمنت دمر) أو ما يعرف بمعمل (الشمينتو) وذلك عام 1928 ، وجاء ذلك لتلبية احتياجات الأبنية الحديثة التي بدأت تظهر في ذلك الوقت.
-وكان لبراعة التجار في ذلك الحين أن قاموا باستيراد مجموعة من الأدوات والأجهزة الحديثة وقاموا بتفكيكها وعرفوا سر تصنيعها، وبدأت صناعة وطنية بامتياز في فترة الأربعينات والخمسينات وكان يتوقع أن تصبح سورية كما ذكر ذلك العديد من الاقتصاديين ومنها المرحوم الدكتور (محمد العمادي) أن تصبح سورية (يابان الشرق)،وكان ذلك سبب شغف السوريين للابتكار والتطوير والتحديث وربما التقليد أيضاً..
-المهم أن سورية تحولت منذ ذلك الوقت لدولة صناعية نامية وكانت الشركات المساهمة الصناعية والتجارية شاهداً على ذلك في فروع النسيج والكونسروة والإسمنت والزجاج والأغذية المتنوعة.
-فاض الإنتاج الصناعي وأصبحت سورية من أهم الدول العربية تصديراً وفق ذلك،وقدرات مالية سمحت باستيراد مستلزمات الإنتاج والسلع الاستهلاكية المطلوبة في السوق المحلية.
-وتأسست غرفة صناعة دمشق استناداً لقانون الغرف التجارية الصناعية رقم /133/ لعام /1938/ والذي كان غايته دعم وتطوير وتمثيل المهن والفعاليات التجارية الصناعية بآن معاً.
-ما يهمنا في هذا الحديث أن سورية بدأت تخصصها زراعياً تجارياً ولاحقاً صناعياً ، وكان هذا التناغم ما بين النشاطات الاقتصادية واضحاً قي تحقيق معدلات مرتفعة من النمو الاقتصادي الناتج المحلي والدخل الفردي.
-الصناعة باختصار هي عملية تحويل المواد الخام إلى منتجات سواء وسيطة أو نهائية للمستهلك وخلق قيم مضافة من خلال هذا التحويل.
أما الاقتصاد الصناعي فهو فرع من فروع الاقتصاد الذي يهتم بتحليل الصناعات والأسواق وسلوك المنشآت الصناعية فيما يخص الإنتاج والبيع وآليات المنافسة.
-كما يهتم الاقتصاد الصناعي بمستويات الأداء والكفاءة للشركات الصناعية بالإضافة للسياسات الصناعية التي تتبعها الحكومات على المستوى الكلي لتحقيق النمو الاقتصادي.
-الاقتصاد السوري يجب أن لا يغيب عن باله أنه اقتصاد صناعي تجاري قبل أي نشاط آخر وهو قادر بتوزيع الأدوار بكفاءة وفاعلية وتسهيلات ومستلزمات أن يعود (يابان الشرق).
دمشق
12/10/2022
كتبه د.عامر خربوطلي
العيادة الاقتصادية السورية