الرئيسية / أهم الأخبار / سورية والإمارات .. الاقتصاد يُسّرع بمد الجسور ..

سورية والإمارات .. الاقتصاد يُسّرع بمد الجسور ..

 دمشق – خاص لسيرياستيبس :
يبدو واضحا أن بوابات التعاون الثنائي بين سورية ودولة الإمارات العربية  تسير باتجاه مزيد من الاتساع و التسارع .. لتأتي زيارة وزير الخارجية الاماراتي الى دمشق بالأمس بمثابة التحول في مسار انبعاث علاقات سورية مع محيطها العربي .. خاصة وأنّ الزيارة وكما تم الحديث عنه حملت دعوة رسمية  للسيد الرئيس الاسد لزيارة أبوظبي مع الحديث عن حضور سورية للقمة العربية القادمة وبالتزامن مع الحديث أيضا عن اتصالات رفيعة المستوى مع دول عربية اخرى في مقدمتها مصر ..
وفي كل ذلك تبدو آفاق العلاقات الاقتصادية قائمة بالشكل الذي يخلق الأمال بتسريع  عملية إعادة الاعمار في سورية عبر فتح المجال  لمشاركات ترتقي الى مستوى الدول وليس الشركات فقط ,  الى جانب تحريك الاقتصاد السوري الذي انهكته الحرب والعقوبات عبر تأمين تدفق الأموال والاستثمارات الى قطاعات إنتاجية وحيوية وخدمية تبدو الفرص فيها كبيرة ومهمة بل ومغرية ,  فكما أنّ الحرب تخلق الفرص الكثيرة بطبيعة الحال , فإن سورية ما زالت من البلدان التي تمتلك إمكانيات مهمة وبكر حتى  للاستثمار فيها هذا ولم نتحدث عن تلك الفرص الكبيرة التي كانت قبل الحرب وشكلت قبلة لكبرى الشركات الخليجية والعربية وحتى الأجنبية ولولا الحرب لكان هناك حديث آخر
في الحقيقة قد لا يكون من المبكر الحديث عن التحولات الاقتصادية التي يمكن أن تشهدها سورية في المرحلة القادمة في ظل إلحاح رأس المال بالبحث عن الفرص و ولعل تمكن سورية من إمتلاك القدرة على محاكاة المستثمرين في المرحلة القادمة سيمكنها من إمتلاك ناصيتي الاعمار والإنتاج معاً وهذا ما نأمل أن تقوم به الإدارات الاقتصادية المعنية في سورية بكثير من الوعي وتحمل المسؤولية ؟  .

وبينما حمل لقاء الرئيس الأسد مع وزير الخارجبة الاماراتي حديثا واضحاً عن دفع التعاون الثنائي وبحث العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون بينهما في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وخصوصاً في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات.
فإن بوادر التعاون والتحرك والتعاون بين البلدين كان قد انطلق مع زيارة وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل الى دبي  لمناسبة مشاركة سورية في اكسبو دبي , المشاركة التي قيل أنّها تحمل مؤشرات مهمة ودلالات عن تقارب سوري إمارتي وأبعد ربما فالمشاركة خلقت إطلالة حضارية لسورية على العالمتنطوي على رسائل مهمة وعميقة أرادت دمشق بثها للعالم انطلاقا من منصة اكسبو دبي  .
ويذكر هنا أنه وخلال المباحثات التي أجراها الوزير سامر الخليل في دبي تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق على خطط مستقبلية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين واستكشاف قطاعات جديدة في المرحلة المقبلة غير البعيدة والسير في طريق بناء خطط عمل لخلق مسارات جديدة للتكامل الاقتصادي وتطوير التبادل في بعض القطاعات المهمة لدى الطرفين

اليوم تبدو دولة الإمارات شريكاً تجارياً مهماً وتأتي أهميته ليس من أرقام التبادل التجاري المتحققة حتى في ظروف الحصار وإنما في ما يمكن ان تذهب وتتحرك إليه الارقام وحجم الأعمال من نمو وتطور بالنظر الى اتساع الفرص بل والحاجة الى هذه الفرص وعدم تفويتها حتى ؟
 وبالنظر الى أرقام التبادل التجاري التي اعلنها وزير الاقتصاد الامارتي فتبدو أنها مبشرة إذا بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي خلال العام الماضي 2020 بلغ نحو 2.6 مليار درهم، فيما بلغ خلال النصف الأول من العام الجاري 2021 نحو مليار درهم، فيما تجاوزت قيمة الاستثمار السوري المباشر في دولة الإمارات 1.5 مليار درهم بنهاية 2019
مصدر اقتصادي متابع قال لسيرياستيبس : أن الامارات مرشحة لتكون في مقدمة الدول المستثمرة في سورية , متوقعا ضخ أموال مهمة في قطاعات إنتاجية وحيوية ترتبط بإعادة الاعمار مع التركيز على التعاون في المجال التقني وخدمات الحكومة الالكترونية وكل ما يتصل بها , كما تشير  المعلومات الى أن الاماراتيين قد بدأوا فعلا حراكهم للبحث  في قطاعات البنى التحتية والتطوير العقاري والنقل ويذكر هنا أن شركة موانئ دبي قد عرضت رسميا قبل نحو عام رغبتها في الاستثمار ميناء اللاذقية ,  كما أعلنت طيران الإمارات عن رغبتها بالعودة إلى السوق السورية ؟
المصدر أشار : الى أنّ هناك نسيج مهم من رجال الأعمال  السوريين في دولة الامارات , وهؤلاء يمكن أن يكونوا قاطرة  مهمة  للتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين ما يؤكد دلالة وأهمية إنشاء مجلس الأعمال السوري الإمارتي الذي يتوقع ان يسمي الطرف الامارتي شخصية  مهمة لإدارته من الجانب الامارتي , و يعول على المجلس  القيام بمهام خلق جسور التواصل بين الشركات ورجال الأعمال بين البلدين سواء كانوا إمارتيين أو سوريين وحتى أجانب , فالتعاون مع دولة كالإمارات يقول المصدر :  يعني الوقوف على منصة عالمية متطورة وواسعة  للاستثمار والأعمال .

ثمة  تفاؤل كبير وهام  بالحراك العربي تجاه سورية , ونعتقد أنه سيتّسع تدريجياً مع ازدياد دخول المستثمرين إلى الساحة الاستثمارية السورية، ونموّ حركة التجارة الخارجية في ضوء التفاهمات والتسهيلات التي يتمّ الاتفاق عليها مع الدول التي بدأت بالانفتاح عل دمشق , وعلى رغم أن المسألة الاقتصادية لا تزال هي العنوان الأبرز لذلك الحراك، اذا لامانع أن يكون الاقتصاد مدخلاً للولوج إلى تسويات سياسية .

في كل قراءات زيارة وزير الخارجية الاماراتي الى دمشق  فإنها تشكل  كسراً إماراتياً للعزلة العربية المفروضة على دمشق، ومقدّمة لعودتها إلى جامعة الدول العربية، وقد تحمل رسائل مهمة  ربّما يكون أهمّها من الولايات المتحدة التي قال رئيسها جو بايدن إنه : لن يعاقب المطبّعين مع دمشق وفقاً لقانون قيصر، ما يعني أن ابن زايد جاء حاملاً معه، على الأرجح، استثناء بلاده من العقوبات المفروضة على سوريا، وتحديداً قانون قيصر» الذي فرضته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على دمشق.

هامش : في تغريدة له علق أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات على زيارة وزير خارجية بلاده عبد الله بن زايد إلى دمشق، مشيرا إلى أن “الإمارات تواصل بناء الجسور ووصل ما انقطع”. ولفت قرقاش :  إلى أن هدف بلاده من مواصلة “بناء الجسور وتعزيز العلاقات ووصل ما قُطع”، يتمثل في الحرص “على البعد العربي وتجنيب المنطقة المزيد من الاحتقان والصراعات المستمرة”.
فهل يُسرع الاقتصاد في مد الجسور ..

شاهد أيضاً

للعاملين في الدولة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.. “العقاري” يُطلق قرضين شخصيين بسقف 10 ملايين و 50 مليون ليرة

دمشق – تشرين: أطلق المصرف العقاري القرض الشخصي للعاملين في الدولة والمتقاعدين وكذلك العسكريون وأصحاب …

Call Now ButtonCall us Now